لأول مرة في التاريخ اليمني.. ستاند أب كوميدي يمني في الشيخ زايد القاهرة
شهدت العاصمة المصرية القاهرة مساء السبت حدثًا فنيًا غير مسبوق في التاريخ اليمني، حيث استضاف مسرح تياترو أركان أول عرض ستاند أب كوميدي يمني، بتنظيم من “جيوان كوميدي” وبالتعاون مع المركز الثقافي اليمني.
الفعالية التي حملت عنوان “النحس”، جمعت بين الضحك والموسيقى والحنين، وحوّلت المساء إلى ليلة يمانية استثنائية حضرها جمهور غفير من أبناء الجالية اليمنية والعربية، بالإضافة إلى مثقفين وإعلاميين وفنانين، في مشهد نادر ومبهج.
قدّم عدد من الكوميديين اليمنيين الشباب عروضًا فريدة من نوعها استعرضوا خلالها قصصًا من واقعهم الشخصي والاجتماعي، بأسلوب ساخر وعفوي أقرب إلى القلب. من بين هؤلاء عبد الجبار السهيلي (AJ) القادم من السويد، وبندر باجبع، وهديل مانع، وصالح الأسمر، الذين أشعلوا المسرح بروحهم الساخرة ولغتهم اليومية التي لامست وجدان الحاضرين.
وكانت الفنانة منال المليكي واحدة من أبرز مفاجآت الليلة، حيث افتتحت الأمسية بحضور لافت وجلسة كوميدية شاركت فيها الحكايات والنكات بأسلوب تلقائي عزز من تفاعل الجمهور معها، مؤدية دورًا محوريًا في تدشين هذا الحدث التاريخي بروح من الدعابة والدفء.
ولم تقتصر الأمسية على الكوميديا فقط، بل تخللتها فقرات غنائية أطربت الحضور وأعادتهم إلى أعماق التراث اليمني، بمشاركة كل من الفنان هاني الشيباني (شيبوب)، وأحمد سيف، وعصام العواضي، ومحسن الحسني. وقد امتزجت الأصالة بالتجديد في أداء الأغاني، مما خلق حالة فريدة من التفاعل بين الجمهور والفنانين.
تميّزت الليلة بأجواء ثقافية وإنسانية نادرة، عبّر فيها كثيرون عن شعورهم بالفخر والامتنان لرؤية اليمنيين وهم يبدعون على خشبة المسرح في الغربة، ويتجاوزون واقع الحرب والشتات ليقدموا صورة بهية عن اليمني الحيّ، المتجدد، الضاحك رغم الألم.
ورغم الزحام الذي سبق العرض، سارت الأمسية بانسيابية ملحوظة، وخرج الجمهور يردد العبارات الساخرة التي سمعها، ويلتقط الصور مع نجوم الكوميديا، في ختام وصفه البعض بأنه “ليلة تصالح فيها اليمني مع ابتسامته”.
كانت ليلة تقول بوضوح: في قلب القاهرة، وتحت أضواء المسرح، كان لليمنيين موعد مع الفرح… ومع التاريخ أيضًا.