السفارة اليمنية بالقاهرة تحتفي بالذكرى الثامنة والخمسين للاستقلال
احتفت سفارة الجمهورية اليمنية في القاهرة بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر والذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال، في فعالية رسمية شهدت حضور شخصيات سياسية واجتماعية بارزة، بينهم الرئيس الأسبق علي ناصر محمد ورئيس الوزراء الأسبق حيدر أبو بكر العطاس، إلى جانب قيادات الجالية اليمنية.
وخلال الحفل، ألقى السفير خالد محفوظ بحاح كلمة أكد فيها أن مشروع الدولة الوطنية يمر بتحديات كبرى بعد عقود من الثورة والاستقلال، مشيراً إلى أن ذكرى الرابع عشر من أكتوبر تستحضر تضحيات جيل حلم بالحرية وبناء دولة مستقلة. واستعاد بحاح دور مصر ودعم زعيمها الراحل جمال عبدالناصر لثورتي سبتمبر وأكتوبر، معتبراً ذلك محطة مفصلية في تاريخ اليمن الحديث.
وقال بحاح إن الثورة لم تكتمل مسيرتها بسبب موجات الصراع التي أعقبت الاستقلال، حيث تحولت الخلافات الداخلية وتصفية الخصوم إلى مسار أضعف الدولة الوليدة، وضاعت مكاسب التحرير تحت تأثير تبعيات سياسية متعددة وصراعات دفع اليمنيون أثمانها من دمائهم ومقدراتهم.
وأضاف أن تحقيق الوحدة في 22 مايو كان حلماً وطنياً كبيراً، غير أنه تعرّض لانتكاسة خطيرة بعد حرب 1994، التي خلّفت انقسامات عميقة لم تُعالَج جذورها بشكل عادل أو منهجي، ما أدى إلى تراكم الأزمات التي أرهقت الدولة والمجتمع.
وأشار بحاح إلى أن الانقلاب الحوثي مثّل أخطر حلقات تقويض مشروع الدولة الوطنية، إذ دفع البلاد نحو المجهول، وعمّق الانقسامات، وخلق واقعاً مضطرباً يهدد الهوية الوطنية الجامعة.
ودعا السفير إلى اصطفاف وطني يعيد لليمنيين ثقتهم بوطنهم، ويواجه الفساد والارتهان، مؤكداً أن المسؤولية التاريخية تتطلب الارتفاع فوق الأحقاد والخلافات، والعمل بروح وطنية صادقة تعيد بناء الدولة على أسس عادلة تستوعب كل أبنائها.
وتضمن الحفل فقرات فنية ووطنية ومعزوفات موسيقية قدمها فنانون شباب من أبناء الجالية اليمنية، إلى جانب مشاركات شعرية احتفت بتاريخ النضال الوطني وروح الاستقلال.
