اقتحام مقر الصليب الأحمر في صنعاء يثير مخاوف من وصول الحوثيين لبيانات إنسانية حساسة

في خطوة وصفت بأنها الأكثر خطورة منذ سنوات، اقتحمت قوات تابعة لجماعة الحوثي مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في شارع بغداد بصنعاء، أثناء دوام الموظفين الأجانب والمحليين، واحتجزتهم لساعات قبل أن تنفّذ عملية تفتيش واسعة داخل المكاتب والأجهزة.
وبحسب مصادر مطلعة، لم يقتصر التدخل الحوثي على تفتيش المكان، بل شمل التحقيق مع عدد من الموظفين، خصوصاً العاملين في أقسام التقنية، قبل مصادرة السيرفرات وأنظمة الاتصال الداخلية ومعدّات الربط الشبكي، وهي أدوات تحتوي على كمّ هائل من البيانات التي لا تتعلق فقط بالمعتقلين، بل تشمل الملفات الطبية، سجلات المساعدات الإنسانية، برامج الدعم لمناطق النزاع، وبيانات آلاف المستفيدين من عمل المنظمة في اليمن.
اللجنة الدولية أكدت أن موظفيها بخير، لكنها شددت على أنها تجري تواصلاً عاجلاً مع سلطات صنعاء لتوضيح ما جرى، مذكّرة بسجل تعاون امتد لستة عقود داخل اليمن. كما ألغت اللجنة رحلة جوية كانت مقررة في اليوم ذاته، ما يعكس حساسية الوضع وتداعياته المحتملة على عملها الإنساني.
وتضم قواعد بيانات الصليب الأحمر ملفات شديدة الخصوصية، منها معلومات عائلات المفقودين، حالات صحية حرجة، قوائم المساعدات، وأرشيف التواصل مع المجتمعات المتضررة، وهي تفاصيل قد يؤدي تسربها أو استخدامها خارج سياقها الإنساني إلى مخاطر مباشرة على حياة وسلامة آلاف اليمنيين.
التحرك الحوثي أعاد فتح باب الأسئلة حول مستقبل المنظمات الدولية في مناطق سيطرة الجماعة، ومدى قدرة هذه المنظمات على العمل بأمان وحياد بعد هذا التطور غير المسبوق.


