مع توسع الاعتقالات لموظفي الامم المتحدة غويترش يدعوا الحوثيين بالافراج عنهم وباخلاءمقراتها في صنعاء
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بياناً شديد اللهجة رفض فيه الاتهامات التي وجهتها جماعة الحوثي إلى موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في اليمن، معتبراً أن هذه المزاعم “خطيرة وغير مقبولة” وتشكل تهديداً مباشراً لسلامة الموظفين وعرقلةً للعمل الإنساني.
وقال غوتيريش إن الهجمات الكلامية والتحريض العلني ضد العاملين الأمميين تقوض الثقة بالعمل الإنساني وتعرض حياة المنفذين لمهامهم اليومية للخطر، مؤكداً تضامن الأمم المتحدة الكامل مع موظفيها الذين يواصلون عملهم في ظروف بالغة الصعوبة لإنقاذ الأرواح وتقديم المساعدات للمحتاجين.
وجاء الموقف في بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، الذي أوضح أن الأمم المتحدة “ترفض رفضاً قاطعاً” كل ما ورد في تصريحات قيادات جماعة الحوثي حول تورط موظفيها في أنشطة تجسسية أو أعمال تتنافى مع مبادئ العمل الإنساني. وأضاف أن المنظمة تعتبر هذه الاتهامات جزءاً من خطاب تصعيدي يعرض موظفيها وعملياتها الإنسانية في اليمن للخطر.
وأشار دوجاريك إلى أن 53 من موظفي الأمم المتحدة لا يزالون محتجزين لدى جماعة الحوثي منذ فترات متفاوتة، بينهم من مضى على اعتقاله أكثر من ثلاث سنوات، مطالباً بالإفراج الفوري عنهم دون شروط، واحترام حصانتهم القانونية بموجب القانون الدولي.
ودعا الأمين العام جماعة الحوثي إلى إخلاء مقرات الأمم المتحدة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها وإعادة المعدات والأصول المصادرة، مؤكداً أن احترام استقلالية وحياد العمل الإنساني واجب على جميع الأطراف.
وكان زعيم جماعة الحوثي، عبدالملك الحوثي، قد وجّه اتهامات لعدد من المنظمات الدولية، بينها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، بالقيام بأنشطة استخباراتية لصالح دول أجنبية، وادّعى أن بعض العاملين في تلك المنظمات شاركوا في عمليات رصد أدت إلى استهداف الحكومة اليمنية.
وتأتي تصريحات غوتيريش في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الأمم المتحدة وجماعة الحوثي، التي أعلنت نيتها “إعادة النظر” في الاتفاقيات الموقعة مع المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن، في خطوة تُنذر بتقييد أكبر لعملها داخل مناطق سيطرتها.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تنذر بتدهور إضافي في بيئة العمل الإنساني باليمن، الذي ما يزال يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، فيما تواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى ضمان سلامة موظفيها وحماية حياد العمل الإغاثي بعيداً عن الصراعات السياسية والأمنية.