عقد من الصمت والرصاص الصحفيون اليمنيون بين سندان الحرب ومطرقة القمع

في الذكرى العاشرة لانطلاق الحرب في اليمن، يعود الحديث مجددًا عن أحد أكثر الملفات حساسية في البلاد: واقع الصحافة والصحفيين. عقد كامل من الحرب حوّل اليمن إلى ساحة خطر دائم على العاملين في مجال الإعلام، الذين باتوا يتنفسون بين فوهات البنادق، ويكتبون بحبر الخوف.

أطلقت نقابة الصحفيين اليمنيين، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين، دراسة استقصائية لرصد التأثير الكارثي للحرب على الصحفيين، في وقت تشير فيه الأرقام إلى مقتل ما لا يقل عن 45 صحفياً منذ عام 2014، وسط غياب شبه تام للمساءلة، وتزايد واضح في وتيرة الانتهاكات، من اعتقالات تعسفية، إلى إخفاء قسري، وإغلاق المؤسسات الإعلامية، وتهجير العاملين فيها قسرًا أو اختطافهم.

الاستطلاع الجاري يُعد خطوة نحو إصدار تقرير شامل سيُنشر في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)، بدعم من الاتحاد النرويجي للصحفيين، يسلط الضوء على العنف ضد الصحفيات، والتمييز الذي يواجهنه، والقيود المفروضة على النقابات المهنية، خاصة في المناطق الخاضعة لسلطة جماعات مسلحة أو قوات الأمر الواقع.

لقد تحوّل الإعلام في اليمن من سلطة رقابية إلى هدف مباشر، وخصوصًا في العاصمة صنعاء التي تُدار اليوم بقبضة حديدية من جماعة الحوثي. حادثة إطلاق النار على محمد شبيطة، الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين، قرب وزارة الإعلام بصنعاء في مايو 2024، تشكّل أحد أبرز الأمثلة على المخاطر المتزايدة.

بقابلها في عدن، اقتُحام مقر نقابة الصحفيين في فبراير 2023 من قبل عناصر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، واستمر إغلاقه لأشهر على اثارة ان النقابة تتبع لحزب الإصلاح فقط وكل من يناصرهم،   قد مثّل ضربة جديدة لحرية التنظيم والعمل النقابي، رغم الإدانات المحلية والدولية.

ورغم المشهد القاتم، حمل أبريل 2023 بعض الأمل بالإفراج عن أربعة صحفيين حُكم عليهم بالإعدام من قبل الحوثيين: توفيق المنصوري، عبد الخالق عمران، أكرم الوحيدي، وحارث حميد، بعد أن قضوا ثماني سنوات في السجن، ضمن صفقة تبادل أسرى.

يقول الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين، أنطوني بيلانجي

“نرحب بهذا الجهد المهم في تعزيز سلامة الصحفيين والدفاع عن حقوقهم. إن اليمن واحد من أخطر الأماكن على الصحفيين، وسنظل ملتزمين بدعمهم.”

مع دخول الحرب عامها الحادي عشر، تبقى حرية الصحافة في اليمن مرهونة بإرادة سياسية غائبة، بينما يستمر الصحفيون في أداء دورهم تحت التهديد، دون حماية تُذكر، في بلدٍ يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *