جروندبرج في مسقط: جولة دبلوماسية بين الضغوط العسكرية وآفاق السلام

 

زار المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، مسقط في 24 أبريل 2025 ضمن جولة دبلوماسية تهدف إلى إنعاش مسار السلام المتعثر في اليمن ومعالجة الأجندتين السياسية والإنسانية

. عقد جروندبرج خلال الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين العُمانيين وقيادات جماعة الحوثي وممثلي البعثات الدبلوماسية، حيث تمحورت المناقشات حول ضرورة تثبيت الهدنة الحالية وتمكين جميع اليمنيين من العيش بكرامة ورخاء

. أكد المبعوث في بيان نشره عبر منصة X على أهمية الإفراج الفوري وغير المشروط عن موظفي الأمم المتحدة والموظفين المدنيين والدبلوماسيين المحتجزين لدى الحوثيين، معتبراً أن استمرار الاعتقالات يعرقل إيصال المساعدات الإنسانية ويضعف الثقة الدولية بجهود التسوية

 

وتأتي هذه المفاوضات وسط إعاقة متكررة لاتفاق ستوكهولم الخاص بمعركة الحديدة عام 2018، حيث استغل الحوثيون فترات التهدئة لإعادة تعزيز مواقعهم العسكرية واستمرار الحصول على موارد الموانئ دون الالتزام الكامل ببنود الاتفاق

. إلى ذلك، تصاعدت الضغوط العسكرية الغربية على الحوثيين منذ منتصف مارس 2025، إذ شنت الولايات المتحدة ضربات جوية يومية تقريباً على مواقعهم في مسعى لكبح هجماتهم الصاروخية والطائرات المسيّرة نحو إسرائيل والملاحة في البحر الأحمر

 

وإلى جانب الدعم الإيراني المباشر، شكل الحوثيون جزءاً من ما يُعرف بـ“محور المقاومة” المناهض للإمبريالية، مستفيدين من التحالفات الإقليمية لتحديث ترسانتهم العسكرية وتوسيع نطاق هجماتهم الكثيفة

. وتأتي زيارة جروندبرج قبل يومين من استئناف الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووي لطهران برعاية عمانية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات لحزمة تفاهمات قد تشمل تخفيف الضغط على “محور المقاومة” بما فيه الحوثيون

 

ويرى مراقبون أن أي تفاهم نووي قد يشمل إعادة النظر في تصنيف الحوثيين ضمن قوائم الإرهاب الأميركية للنظر في مكاسب سياسية مقابل التزامهم بالحد من هجماتهم على حركة الشحن، وهو مسار سبق أن اعتمدته إدارة بايدن في مطلع 2021

. ومع استمرار حالة الانسداد السياسي وتصاعد المشهد العسكري، يواجه جروندبرج تحدياً مزدوجاً يتمثل في كسب ثقة الحوثيين للالتزام بالتزاماتهم والضغط على التحالف السعودي لاستئناف الدعم الإنساني، قبل أن تعود المواجهات لتعيد عجلة الصراع إلى الخلف

. تبقى عُمان المنصة الفضلى لهذا الحراك الدبلوماسي، في ظل قدرتها على استضافة ممثلين من الأطراف المتحاربة وفتح قنوات تواصل بوساطة تجنّبت التصعيد السياسي المباشر، ما يجعل مسقط نقطة ارتكاز رئيسية في جهود كبح انهيار العملية السياسية اليمنية

المصاددر رويترز

نيوز عرب

يمن برس ايجنسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *