بريطانيا تطلق أول حقنة فائقة السرعة لعلاج السرطان: أمل جديد يختصر الزمن ويخفف المعاناة

في خطوة طبية فارقة، أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا (NHS) عن بدء استخدام علاج جديد لمرضى السرطان عبر “حقنة فائقة السرعة” تُعرف طبيًا باسم “نيفولوماب” (Nivolumab)، وهي المرة الأولى التي يُستخدم فيها هذا النوع من العلاج تحت الجلد في أوروبا.

العقار ينتمي إلى الجيل الحديث من العلاجات المناعية، ويستهدف الخلايا السرطانية دون التأثير المباشر على الخلايا السليمة، ما يمنح الجسم فرصة أكبر لمحاربة المرض بفعالية أعلى وأعراض جانبية أقل. يستخدم هذا العلاج في مواجهة 15 نوعًا من السرطان، تشمل الرئة، الجلد، المثانة، المريء، الكلى، الرأس والعنق، مما يجعله واحدًا من أكثر الحلول شمولًا في مجال الأورام.

الابتكار الأهم يكمن في طريقة الإعطاء؛ فبدلًا من الحقن الوريدي الذي قد يمتد لساعة، يتم إعطاء نيفولوماب خلال 3 إلى 5 دقائق فقط عن طريق الحقن تحت الجلد. هذه الميزة تُسهم في تسريع وتيرة العلاج وخفض الضغط على المستشفيات، إضافة إلى تحسين تجربة المرضى نفسيًا وجسديًا، حيث يُتوقع أن يستفيد منه نحو 1200 مريض شهريًا في إنجلترا وحدها.

ويُعد هذا التطور انعكاسًا لموقع بريطانيا المتقدم في البحث الطبي والابتكار العلاجي، مما يعزز من دورها كمنصة رائدة في مواجهة أحد أخطر أمراض العصر.

المرضى، الآن، بات لديهم أمل أكبر ليس فقط في الشفاء، بل في استرداد جزء من حياتهم الطبيعية، بعيدًا عن جلسات العلاج الطويلة وآثارها المرهقة

كيف تعمل إبرة نيفولوماب على محاربة السرطان؟

إبرة “نيفولوماب” تنتمي إلى فئة من العلاجات تُعرف بـ”العلاج المناعي”، وهي لا تهاجم السرطان مباشرة كما تفعل العلاجات الكيميائية، بل تُحفّز جهاز المناعة في الجسم ليقوم هو بمهاجمة الخلايا السرطانية.

تعمل هذه الإبرة على تعطيل بروتين يُعرف باسم PD-1، والذي تستخدمه الخلايا السرطانية كنوع من “القناع” لتخدع به جهاز المناعة وتمنعه من مهاجمتها. عند استخدام نيفولوماب، يُزال هذا القناع، مما يُعيد تنشيط خلايا المناعة (خصوصًا الخلايا التائية T-cells)، ويجعلها قادرة على التعرف على الورم ومهاجمته بفعالية.

هذا النوع من العلاج يُعدّ ثوريًا لأنه يُقدم وسيلة ذكية وغير سامة نسبيًا، مقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي، ويُستخدم حاليًا في أنواع متعددة من السرطانات، خاصة تلك التي تكون مقاومة للعلاجات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *