استمرار المظاهرات واعتراض على تسليم المتهمين باغتيال افتهان المشهري
لليوم الثاني على التوالي، واصلت مدينة تعز حراكها الشعبي الغاضب احتجاجًا على اغتيال مديرة مكتب النظافة والتحسين افتهان المشهري، في وقتٍ تزايد فيه الغليان الشعبي مع ورود أنباء عن إعاقة تسليم المتهمين بالجريمة من قبل مسلحين محسوبين على القيادي العسكري حمود المخلافي.
منذ ساعات الصباح، احتشدت جموع المتظاهرين مجددًا في شارع جمال، أمام مبنى السلطة المحلية، مرددين هتافات غاضبة تطالب بالقصاص العادل، وإقالة المحافظ نبيل شمسان، ومحاسبة القيادات الأمنية المتهمة بالتقصير والتواطؤ.
عمال النظافة واصلوا إضرابهم المفتوح، رافعين صور المشهري، في وقتٍ تحولت فيه أكوام القمامة المتراكمة إلى مشهد يختصر معاناة المدينة، وينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد حياة السكان.
وفي موازاة ذلك، شهدت المدينة توترًا أمنيًا متصاعدًا، حيث اعترض مسلحون محسوبون على حمود المخلافي عملية تسليم بعض المتهمين للسلطات، ما أثار مخاوف من محاولات لعرقلة العدالة وحماية الجناة. هذا المستجد فجّر غضبًا أكبر في صفوف المتظاهرين، الذين اعتبروا أن حماية القتلة جريمة موازية لا تقل بشاعة عن الاغتيال نفسه.
المسيرات التي انطلقت من القرى والمديريات الريفية واصلت زحفها إلى وسط المدينة، بمشاركة أسرة المشهري ووالدتها، لتتحول إلى مشهد شعبي ضاغط يطالب بكشف كافة الملابسات، وتقديم جميع المتورطين، من منفذين وداعمين وحماة، إلى القضاء.
تعز اليوم تقف أمام اختبار صعب؛ بين سلطة محلية عاجزة عن فرض هيبة الدولة، ومجتمع يرفض أن يُطوى دم افتهان في سجل طويل من الجرائم بلا عقاب.



